على مدار الـ24 ساعة فى ورديات مختلفة، يقوم رجال مصنع سكر أرمنت بمجهودات كبيرة فى موسم توريد محصول القصب الذى لا يزال مستمرا بعد مرور 45 يوماً على بدايته، حيث يتم التوريد اليومى لقصب السكر عبر الجرارات وقطارات الديكوفيل ووسائل نقل المحصول المختلفة، حيث نجح المصنع فى استقبال 457 ألف طن قصب فى الموسم الحالى حتى الآن، ويتم مواصلة العمل فى استقبال المحصول يومياً.
وفى هذا الصدد يتم مواصلة العمل داخل مصانع سكر أرمنت، فى توريد القصب عقب الإعلان عن بدء الموسم رسمياً بمصنع سكر أرمنت منذ 45 يوما مضت، وذلك تحت إشراف المهندس عبد الفتاح محمود عبد الله رئيس قطاعات مصانع أرمنت، وتحت رعاية اللواء عصام البديوى رئيس مجلس إدارة شركة السكر والصناعات التكاملية، والكيميائى محمد خميس أحمد نائب رئيس قطاعات سكر أرمنت، والدكتور الكيميائى محمد عبدالرحمن عبد الله نائب رئيس قطاعات سكر أرمنت، ومجدى طلب مدير إدارة المراجعة، وأحمد حميد موسى مدير عام الشئون المالية، وأحمد قناوى توفيق مدير عام الشؤون الإدارية، والكيميائى صبرى عبد المنصف مدير إدارة الرقابة والجودة، وأحمد حسين بسطاوى مدير إدارة النظم والمعلومات، والمهندس توفيق الباجورى مدير هندسة التشغيل.
ومن جانبه يقول المهندس عبد الفتاح محمود عبد الله رئيس قطاعات مصانع أرمنت، إنه يستقبل مصنع سكر أرمنت فى موسم عصير قصب السكر، ما يزيد عن مليون ومائة وخمسين ألف طن من قصب السكر كل عام، وينتج ما يقرب من 110 ألف طن من السكر، بواقع واحد إلى عشرة من المحصول، ومايقرب من 50 ألف طن من المولاس، موضحاً أنه تم رفع سعر توريد طن القصب الموسم الحالى بواقع 290 جنيها لتصل إلى 1100 جنيه مقابل 810 جنيهات بالموسم الماضى، وذلك بهدف تشجيع المزارعين على رفع معدلات التوريد، حيث تم حتى الآن إستقبال 457 ألف طن قصب بالموسم الحالى.
ويضيف المهندس عبد الفتاح محمود عبد الله، لـ”اليوم السابع”، أنه تم إنهاء استعداد كافة العاملين بمصنع سكر أرمنت الذين يكون لهم دور كبير سنويًا فى إنجاح الموسم هذا العام وكذلك كافة المزارعين الذين يتعاملون مع موسم القصب ويلتزموا بالتعليمات بصورة مميزة، موضحًا أن إدارة المصنع أجرت الصيانة الدورية بالكامل لكافة المعدات والماكينات والعصارات، كما تمت توسعة عنبر الطبخ وتأهيل واستحداث بعض العمليات الصناعية فى الإنتاج، وتأهيل محطة القوى والمراجل البخارية وخطوط الديكوفيل التى تنقل المحصول بالسكة الحديد إلى داخل المصانع وذلك من خلال عملية صيانة عامة.
فيما يقول اللواء عصام الدين البديوى رئيس شركة السكر والصناعات التكاملية إن الشركة يتبعها 8 مصانع فى 5 محافظات (أسوان ـ الأقصر ـ قنا ـ سوهاج ـ المنيا) لإنتاج السكر من القصب والبنجر وهى كوم امبو وادفو وقوص وارمنت ونجع حمادى وجرجا ودشنا وأبو قرقاص، حيث أنه مستهدف استلام ما يقرب من 7.7 مليون طن قصب خلال موسم الحصاد الحالى لإنتاج نحو 850 ألف طن سكر حيث المخصصات المالية لسداد مستحقات المزارعين نحو 8 مليارات و470 مليون جنيه بعد رفع سعر التوريد إلى 1100 جنيه للطن الواحد.
وتنتج مصر حوالى 15 مليون طن سنويا من قصب السكر، يخصص 20% منها فى العصارات الشعبية وإنتاج العسل الأسود، أى فى حدود 3 ملايين طن قصب سنويا، وهو رقم ضخم وغير مسبوق على مستوى العالم، وأكدت الدراسة، أن شرب عصير قصب السكر الطازج هو خاصية للشعب المصرى، واكتسبتها منها مؤخرا بعض دول شرق آسيا، مثل اندونيسيا وماليزيا، كما تنتج مصر ما لا يقل عن نصف مليون طن مادة علف خشنة (تبن)، وهذا رقم يمكن أن يساعد فى سد الفجوة الهائلة فى إنتاج الأعلاف، إذا تم استخدام مصاصه القصب فى إنتاج الأعلاف.
ومن الجدير بالذكر أن مصنع سكر أرمنت اختتم الموسم الماضى من كسر وعصير قصب السكر، وذلك عبر توريد مليون و168 ألف طن فى الموسم بالكامل، حيث بلغت إجمالى المساحة المزروعة بالمحصول فى العام الماضى 35 ألف فدان، مؤكدًا أن المصنع حقق أعلى معدل إنتاجية للسكر بنسبة 11.04% من القيمة الإجمالية وذلك لأول مرة منذ 30 سنة، مضيفًا أنه تم إنتاج بالمصنع فى ذلك العام أكثر من 129 ألف طن سكر من الكميات التى تم توريدها للمصنع.
ودخلت زراعة قصب السكر مصر فى العهد الأموى، فى ولاية “قرة ابن شريك”، بعد أن استقدم العرب فسائل القصب من الهند، وزرعوها فى الصعيد، حيث انتشرت مصانع قصب السكر فى عهد محمد على باشا، وفى عهد حفيده الخديو إسماعيل، حيث قام ببناء 18 مصنعا فى الصعيد منهم مصنع الضبعية الذى اندثر، وقد وصف المؤرخ على باشا مبارك مصنع الضبعية، وهى قرية كانت تتبع قنا قديما، وصارت حالياً ضمن محافظة الأقصر، بالوصف التالى -نقلاً عن نصه بالخطط التوفيقية صفحة 27 من الجزء الثالث عشر- “فى الضبعية للدائرة السنية تفتيش أطيان عشرة آلاف فدان تزرع قصبا وتسقى بالوابورات وبها فاوريقة فرنساوية ذات عصارتين وآلات كاملة لعصره وعمل السكر منه، وينقل إليها القصب بسكك حديد زراعية معمولة هناك، وشغلها دائما ليلاً ونهاراً كباقى الفاوريقات بواسطة وابور نور، تتفرق أنواره على العنابر والآلات والمخازن وجميع الأماكن اللازمة للشغل”، وأضاف على مبارك، أن المصنع “ينتج فى اليوم من السكر الأبيض المكرر فوق ثمانمائة قنطار (800 قنطار) سكر حبا ومن السكر الأحمر فوق أربعمائة قنطار أقماعا، وينقل منها العسل نمرة (3) إلى ورشة الروم بفاوريقة المطاعنة، ليستخرج منه السبرتو، وقد عملت تجربة الفدان من هذا التفتيش فوجد متحصله من السكر بأنواعه اثنين وعشرين قنطاراً، ثم أن الفاوريقة يخرج منها فرع من السكة الحديد يوصل إلى البحر (النيل) لنقل الآلات التى تأتى عن طريق النيل.
المصدر : اليوم السابع
.
,