ملخص
يناقش المفكر علي محمد الشرفاء الحمادي في مقاله أسباب تفرق المسلمين موضوع ابتعادهم عن تعاليم القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم الواردة في آيات الذكر الحكيم، وينتقد اعتماد المسلمين على روايات منسوبة للصحابة رضوان الله عليهم بشكل مشكوك في صحتها، والتي أدت إلى ظهور فرق وطوائف متناحرة تتبع كل واحدة منها مذهبا أو عقيدة معينة. كما يحذر المفكر العربي الكبير علي محمد الشرفاء الحمادي من خطورة هجر القرآن الكريم واتباع الأساطير والإسرائيليات التي لا تتوافق مع تعاليمه، ويؤكد على ضرورة التمسك بالقرآن والسنة النبوية الواردة في آيات الذكر الحكيم واجتناب الخلافات العقدية والفرقة. وكعادة المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي في طرح الأفكار الجريئة ودعوته إلى إعادة قراءة التراث الإسلامي بعقلية متفتحة ومنهجية علمية، بعيدا عن التعصب والجمود الفكري يدعو إلى ضرورة استنباط فقه جديد يستمد مرجعيته من القرآن الكريم بدلا من الاعتماد على أقوال العلماء السابقين التي قد لا تتوافق مع روح الشريعة ومقاصدها. كما يحث على بناء الإنسان المسلم على أساس القيم الروحية والأخلاقية النبيلة التي تدعو إليها آيات القرآن الكريم، مثل العدل والرحمة والتواضع والأمانة والإحسان والوفاء بالعهود وحسن الظن والعمل الصالح والتعاون على البر والتقوى.
قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159)}( الأنعام) إن حدوث التصادم بين الفرق المختلفة ، تلك التي اتبعت كل فرقة منهم مذهبًا أو عقيدةً ، صاغها مفهوم بشري في روايات منسوبة للصحابة تتناقض مع الآيات ، تم نقلها ممن تمت تسميتهم بعلماء الإسلام وشيوخه بعد وفاة الرسول ( ﷺ) بقرنين من الزمان استحدثت روايات وأساطير إسرائيلية وحكايات لا تتوافق مع القرآن الكريم ، نسبوها إلى بعض صحابة رسول الله ( ﷺ) مشكوكًا في صحتها ، من الناقل لها ومن المنقول عنه ومن المنسوبة إليه زُورًا وظُلماً ، فاختلت بذلك المفاهيم وأضرت بمقاصد آيات القرآن الكريم واختلط المعقول باللا معقول والحق بالباطل ، وأوجدت حالة من الجدل الفكري تداخلت مع الفلسفات اليونانية وأساطيرهم مع أن الله لم يمنح أيا من رسله في مختلف العصور حق التشريع. ولئن حدث ذلك فسيحدث تصادمًا بين تشريع الخالق رب السماوات والأرض العليم الخبير ، وبين أقوال الرُّسل والأنبياء الذين هم بعض من خلقه حملوا أمانة الدعوة لدين الله لتبليغها للناس فقط ، فلا يملكون حق التشريع أو الإضافة إلى الرسالة.