في تعقيبه على مقال المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي تحت عنوان “لمن تصرف الزكاة”، أعرب الدكتور والباحث اليمني يوسف الحشار عن تقديره للجهود المبذولة في توضيح معايير توزيع الزكاة وفقًا للشريعة الإسلامية. الحشار أشاد بالتحليل العميق الذي قدمه الحمادي، معربا عن بالغ تقديره للجهود الجليلة التي يبذلها الحمادي في سبيل إثراء الفكر الإسلامي وتسليط الضوء على قضايا حيوية تتعلق بالشريعة الإسلامية، كقضية الزكاة التي تمثل أحد أركان الإسلام الخمسة. يشيد الحشار بالدقة العلمية والمنهجية التي تميز كتابات الحمادي، والتي تعكس عمق الفهم والإلمام بمقاصد الشريعة وروح الإسلام، وخاصةً تأكيده على النسبة القرآنية المحددة بالخمس (20%) من الأرباح الصافية كمقدار للزكاة.
مع ذلك، أضاف الحشار بعض الملاحظات التي تهدف إلى توسيع نظرة القارئ لموضوع الزكاة وتطبيقاتها العصرية. وقد استشهد في حديثه بمزيد من الأدلة من السُنة النبوية وآراء مختلف العلماء التي تقدم رؤى مكملة حول كيفية حساب الزكاة وتحديد المستحقين لها في سياقات معيشية واقتصادية متغيرة.
حيث استشهد الدكتور الحشار بآيات قرآنية وأحاديث نبوية لتعزيز النقاط التي أثارها المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي وإضافة بعدٍ تفصيليٍ إلى النقاش من القرآن الكريم، حيث يشير إلى قوله تعالى في سورة البقرة (الآية 267): “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَّيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الْأَرْضِ”، مؤكدًا على أهمية إخراج الزكاة من الطيبات ومن مكاسب الأموال الحلال.
كما يستشهد بحديث النبي محمد ﷺ الذي رواه البخاري: “مَثَلُ الَّذِينَ يُؤَدُّونَ الزَّكَاةَ مِنْ مَالِهِمْ، طَيْبَةً بِهَا نُفُوسُهُمْ، كَمَثَلِ حَدِيقَةٍ لَهُمْ بِقِمَّةِ جَبَلٍ، يُصِيبُهَا وَابِلٌ فَتُؤْتِي أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ”، موضحًا كيف تعود الزكاة بالنفع على الفرد والمجتمع.
في تعقيبه، يوسع الدكتور الحشار النقاش حول تأثير الزكاة على تحقيق العدالة الاجتماعية ودورها في تعزيز التكافل بين أفراد المجتمع الإسلامي، مشيرًا إلى قوله تعالى في سورة التوبة (الآية 60): “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ”.
أكد الحشار على أهمية تكييف مفاهيم الزكاة مع الواقع الحالي لتعزيز العدالة الاجتماعية وتقديم الدعم للفئات الأكثر حاجة، مشددًا على دور الزكاة كأداة لتحقيق التوازن الاجتماعي وتعزيز الروابط الإنسانية ضمن الأمة الإسلامية.
و طرح الحشار تصورًا لكيفية استثمار الزكاة في مشروعات تنموية تخدم المجتمع الإسلامي وتسهم في تحقيق التكافل الاجتماعي. كما دعا إلى استحداث أساليب مبتكرة لجمع وتوزيع الزكاة بشكل يضمن الكفاءة والشفافية، لضمان وصولها إلى المستحقين في كافة أنحاء العالم.
يسلط النقاش الذي أثاره الحشار الضوء على أهمية الاجتهاد والتفكير النقدي في تفسير النصوص الدينية، مؤكدًا على دور الزكاة كقوة محورية للخير في الإسلام، تعزز من قيم العدالة والتكافل بين المسلمين.
وفي الختام يعبر الحشار عن امتنانه للمفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي لإثارته لهذه القضايا الجوهرية بأسلوب يجمع بين العمق الشرعي والتحليل الفكري، ما يعكس التزامه بتنوير الأمة وإرشادها نحو فهم أعمق لدينها وتطبيقاته العملية في الحياة اليومية. يشدد الحشار على أهمية استمرار هذا النوع من الحوارات البناءة التي تسهم في تعزيز وعي المسلمين بأهمية الزكاة كعبادة وكوسيلة لتحقيق التكافل الاجتماعي.