في ظل تعرض دول بغرب إفريقيا لتهديد انعدام الأمن الغذائي نتيجة “النكبات المناخية”، أطلقت حكومة غينيا بيساو وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة خطة استراتيجية للإنقاذ مدتها 5 سنوات لتحقيق الأمن الغذائي.
هذه الخطة، وفقا حديث خبير في منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “فاو” لموقع “سكاي نيوز عربية”، ومسؤولين بغينيا بيساو، تدور حول 3 محاور، هي توفير أصناف من البذور مقاومة لتغيرات المناخ، والتحول من الزراعة المطيرة إلى الزراعة المروية، ودعم المجتمعات الريفية.
وجاء في بيان برنامج الأغذية العالمي، أن الاستراتيجية تركز على مساعدة المجتمعات الريفية على بناء القدرة على الصمود أمام تغير المناخ وتعزيز سبل العيش، مع دعم جهود الحكومة لإنشاء نظام للحماية الاجتماعية يراعي أمن الغذاء ومواجهة تغير المناخ.
وغينيا بيساو هي ثالث أكثر البلدان عرضة لخطر تغير المناخ في العالم، وفقا لمؤشر مبادرة جامعة نوتردام العالمية للتكيف مع المناخ، مع ما يتبع هذا من تأثيرات صادمة على مستقبل الغذاء.
نكبات مناخية في 6 أشهر
الدكتور نادر نور الدين، الخبير الاستراتيجي بالجمعية العمومية لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “فاو”، يلفت في حديث مع “سكاي نيوز عربية”، إلى أن جميع دول غرب إفريقيا تعرضت لنكبات مناخية حادة خلال 6 أشهر ممتدة بين يونيو إلى يناير الماضيين، سواء نوبات جفاف شديد أو سيول دمرت المحاصيل.
هذه المخاطر التي تضرب المحاصيل والأراضي الزراعية، تعني تراجعا كبيرا في الأمن الغذائي يصل إلى مرحلة الانعدام، بحسب نور الدين.
ودفعت هذه الاضطرابات المتلاحقة الأمم المتحدة لنقل معونات عاجلة لنحو 5 دول في غرب القارة تضرر أمنها الغذائي نتيجة تكرار نوبات الجفاف ثم تكرار نوبات السيول والرياح العنيفة.
استراتيجية للإنقاذ
التغيرات الحادة في المناخ تطلبت “استراتيجية للإنقاذ”، بتعبير نور الدين، الذي أوضح أنها تضمنت عمل خطة للتنمية الزراعية بدأها برنامج الأغذية العالمي في تلك المنطقة.
وتعتمد محاور هذه الاستراتيجية على:
- توفير نوعيات جديدة من التقاوي عالية الإنتاجية قادرة على مواجهة التغيرات المناخية والصمود أمام التقلبات الحادة.
- هذه الأصناف في الغالب يكون بينها أصناف مقاومة للجفاف والعطش، كما أن الخطة تتضمن أيضًا التحول من الزراعة على الأمطار إلى الزراعة المعتمدة على الري.
- الزراعة على الأمطار السائدة في غرب إفريقيا نعتبرها “زراعة مخاطرة”؛ لأن الأمطار من الممكن ألا تسقط، أو تكون قليلة، أو تتحول إلى سيول، أو تأتي على فترات متباعدة؛ وبالتالي ركزت استراتيجية الإنقاذ على التحول للزراعة المروية لحماية الأمن الغذائي.
- خلال العام الماضي كانت منطقة غرب إفريقيا من أكثر المناطق المتضررة من الجفاف؛ لذلك أولتها المنظمة اهتمامها يليها منطقة شرق إفريقيا.
مساعدة الفئات الهشة
المدير القُطري لبرنامج الأغذية العالمي في غينيا بيساو، جواو مانجا، يؤكد التزام البرنامج بدعم جهود الحكومة، وسعيه لتشكيل شراكات لمساعدة “الفئات الهشة” والمجتمعات الريفية للوصول إلى الغذاء؛ حتى تصبح أكثر قدرة على مقاومة الصدمات المناخية والفقر والجوع.
ومن ضمن أنشطة برنامج الأغذية العالمي هناك كذلك، العمل مع منظمات الداخل على دعم وشراء الطعام من المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة لإطعام أطفال المدارس، وتحفيز الإنتاج الزراعي المحلي.
- المصدر :سكاى نيوز