شهدت استثمارات رأس المال الجريء في العالم تباطؤا كبيرا خلال 2022 مقارنة مع العام الذي سبقه، لكن في المنطقة العربية شهدت نموا، وإن كانت معدلات النمو أقل من العام السابق.
ويبدو أن حالة شبه الركود التام في استثمارات رأس المال الجريء في “سيليكون فالي” لم تلقِ بظلالها بعد على شهية المستثمرين في منطقة الشرق الأوسط التي مازالت تشهد بعض الجرأة إن صح التعبير ولكن بحذر.
وبحسب أحدث تقرير لمنصة “الموجز الرقمي” فقد شهد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا استثمارات بلغت 3.43 مليار دولار خلال عام 2022 عبر 630 صفقة مقارنة بـ 3.15 مليار دولار في 2021 عبر 669 صفقة.
وجاء نحو 47% من هذه الاستثمارات في الإمارات تليها السعودية، حيث حصلت الشركات الناشئة هناك على 26% من التمويل ومصر حصلت على 15% من التمويل.
وكانت أكبر الجولات التمويلية في الإمارات من نصيب Yellow door energy للطاقة المتجددة بـ 400 مليون دولار، فيما كانت أكبر الجولات التمويلية في السعودية كانت لصالح Foodics حيث حصلت على جولة تمويلية بنحو 170 مليون دولار.
وفي مصر كانت أكبر الجولات التمويلية لـPaymob حيث جمعت نحو 50 مليون دولار.
وفي الجزائر بدأت الشركات الناشئة لفت أنظار المستثمرين وجذبت أكثر من 4% من الاستثمارات بقيادة “يسَر” وهو super App يوفر خدمات النقل التشاركي والتوصيل والدفع حيث حصلت الشركة على تمويل بـ 150 مليون دولار.
وقد بدأت أيضا الشركات الناشئة في المنطقة في الحصول على قروض بنكية على الرغم من عنصر المخاطرة العالي في مثل هذه الشركات، وبدأت تظهر بنوك مخصصة لمثل هذه القروض، وجمعت الشركات الناشئة في المنطقة قروضاً بنكية بأكثر من 400 مليون دولار خلال 2022.
وفي مقابلة مع “العربية”، رجحت رشا غملوش، مؤسسة الموجز الرقمي، أن الأسواق النامية التي لم تصل فيها الشركات التقنية إلى الذروة بعد، مرشحة للنمو في 2023، ولكن من المرحج أن نشهد استمرار بعض التباطؤ الذي شهدناه في الربع الأخير من 2023 .
وفيما يتعلق بالفنتك “التقنية المالية” بالمنطقة العربية، قالت غملوش، إننا متأخرون في قطاع المدفوعات، وما زلنا في مرحلة البداية في هذا القطاع مقارنة بالأسواق الأميركية والأوربية، وقد حيث شهدنا في 2022، استثمار 745 مليون دولار في 124 صفقة في التكنولوجيا المالية.
وقالت إن القطاعات التي حازت على اهتمام المستثمرين في 2022، ونجحت في استقطاب الكثير من الاستثمارات، تضمنت قطاع الطاقة المتجددة، وإدارة الطاقة عبر تكنولوجيا “انترنت الأشياء”، وقطاع اللوجستيات، وقطاع التكنولوجيا المخصصة لإدارة الشركات في إطار التحول الرقمي.
نقلا عن العربية نت