طرح د. عثمان علي المتدبر فى كتاب الله، سؤالا هاما، هل سيكون القرآن حُجة على الناس يوم القيامة؟، أو هل سيُحاسب الناس على ما جاء فى القرآن الكريم أم على ما جاء فى الكُتب الأُخرى التى يؤمن بها المُسلمون؟
أجاب، أن القرآن الكريم هو الصراط المُستقيم وهو مجموعة الأوامر والنواهى التى علينا أن نؤمن بها ونُطبقها فى الدُنيا لننجو فى الآخرة ولنفوز برحمة الله ورضوانه وجنته يوم القيامة وفقا لما جاء فى كتاب الله سبحانه وتعالى (وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ (153)) الأنعام .
أضاف أن يوم القيامة سيتحول من أوامر معنوية إلى اشياء مُحققة ملموسة سيتم على أساسها حساب كل من علم به ، سواء آمن أو لم يؤمن به منذ نزوله إلى يوم القيامة، وهذا هو معنى (تأويل القرآن ) الذى جاء فى قوله تعالى (وَمَا يَعۡلَمُ تَأۡوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُۗ) آل عمران 7،
(هَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأۡوِيلَهُۥۚ يَوۡمَ يَأۡتِي تَأۡوِيلُهُۥ يَقُولُ ٱلَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبۡلُ قَدۡ جَآءَتۡ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلۡحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَآءَ فَيَشۡفَعُواْ لَنَآ أَوۡ نُرَدُّ فَنَعۡمَلَ غَيۡرَ ٱلَّذِي كُنَّا نَعۡمَلُۚ قَدۡ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ وَضَلَّ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ (53)) الأعراف 53.
واستشهد د. عثمان علي بقول الله (وَمَا كَانَ هَٰذَا ٱلۡقُرۡآنُ أَن يُفۡتَرَىٰ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَٰكِن تَصۡدِيقَ ٱلَّذِي بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَتَفۡصِيلَ ٱلۡكِتَٰبِ لَا رَيۡبَ فِيهِ مِن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ (37) أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۖ قُلۡ فَأۡتُواْ بِسُورَةٖ مِّثۡلِهِۦ وَٱدۡعُواْ مَنِ ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ (38) بَلۡ كَذَّبُواْ بِمَا لَمۡ يُحِيطُواْ بِعِلۡمِهِۦ وَلَمَّا يَأۡتِهِمۡ تَأۡوِيلُهُۥۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلظَّٰلِمِينَ (39) وَمِنۡهُم مَّن يُؤۡمِنُ بِهِۦ وَمِنۡهُم مَّن لَّا يُؤۡمِنُ بِهِۦۚ وَرَبُّكَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُفۡسِدِينَ (40) وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمۡ عَمَلُكُمۡۖ أَنتُم بَرِيٓـُٔونَ مِمَّآ أَعۡمَلُ وَأَنَا۠ بَرِيٓءٞ مِّمَّا تَعۡمَلُونَ (41)) يونس 37–42، مؤكدا أن القرآن الكريم هو الكتاب الأوحد الذى سيُحاسب الناس على أساسه وعلى ما فيه من تشريعات، الذين علموا به وبنزوله سواء آمنوا به وإتبعوه أم لم يؤمنوا وكفروابه، أو آمنوا به وأشركوا معه وبه كُتبا أُخرى، وسينجو من عذاب الله يوم القيامة كل من آمن به وبما فيه من تشريعات، وعمل بها وطبقها فى حياته الدُنيا، أما من لم يؤمن به وكفر به، أو من آمن به وأشرك معه كُتبا أُخرى فسيُلقون فى جهنم وما لهم يوم القيامة من الله من ناصرين.
وقال المتدبر فى كتاب الله أن الفرصة ما زالت أمامنا جميعا، وأبواب الإيمان بالقرآن وحده فى دين الله ما زالت مفتوحة، فلنغتنمها جميعا قبل أن يأتى الذين كفروا به ويقولون (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ.لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) المؤمنون 100-101.
وتابع ” لنتذكر جميعا أن النبى محمد بن عبدالله سيأتى يوم القيامة ليتبرأ من قومه الذين عاش بينهم وهجروا القرآن وتعاليم القرآن، وسيكون شاهدا وشهيدا عليهم حين يتبرأ من إيمانهم بغير القرآن ويقول (وَقَالَ ٱلرَّسُولُ يَٰرَبِّ إِنَّ قَوۡمِي ٱتَّخَذُواْ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ مَهۡجُورٗا (30) وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا مِّنَ ٱلۡمُجۡرِمِينَۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيٗا وَنَصِيرٗا (31) ) الفرقان 30-31.