قال د. عمار الحريري الباحث المتخصص فى الحديث النبوي وعلومه، أنه بالرغم من الاستدلال بكلام المتقدمين من الصحابة والأئمة الفقهاء في نقد أحاديث ذكرها فيما بعد البخاري ومسلم، فضلا عن تعارض هذه الأحاديث مع كتاب الله تعالى أيضا؛ إلا أنك ستجد الجمهور الأعظم اليوم جاهدا ومحاربا لمن تبنى هذا الرأي مستحضرا سوء نيتك وبشاعة صنيعك في نقد الحديث، وإن استدللت بمثل هؤلاء الأئمة المتقدمين؛ لأنك تجرأت على نقد حديث في الصحيحين وأي ذنب فعلت!.
تابع الحريري ” هذا التحول تجاوز انتصار ابن الصلاح وابن حجر في الدفاع عن الصحيحين مع اعترافهما بنقد المتقدمين لهما، فابن الصلاح مثلا استثنى من إفادة الصحة بالتلقي؛ ما انتقده عليه المتقدمون، حيث قال “وهذا التلقّي أفاد صحة كل ما في الصحيحين على القطع إلا أحرف يسيرة التي انتُقِدت من قبل الدارقطني وابن حزم وغيرهم”.
أضاف، وكذا ابن حجر زاد استثناء آخر في عدم إفادة بعض أحاديث الصحيحين العلم، بعد إقراره بمزيةٍ للصحيحين تتمثَّل في اعتبار أحاديثهما محتفة بالقرائن، وعَدَّ تلقّيهما بالقبول قرينة لإفادة أحاديثهما العلم النظري، ثم استثنى الأحاديث المنتقدة والمتناقضة فيهما، قائلاً: “إلا أن هذا مختص بما لم ينقده أحد من الحُفّاظ ممّا في الكتابين، وبما لم يقع التجاذب بين مدلوليه ممّا وقع في الكتابين، حيث لا ترجيح؛ لاستحالة أن يفيد المتناقضان العلم بصدقهما من غير ترجيح لأحدهما على الآخر.
يرى الحريري أن العقل الجمعي اليوم تجاوز كل هذا التأصيل وباسم الدفاع عن السنة يرفض أي حديث منتقد في الصحيحين قديما وحديثا، وهؤلاء أخذتهم العزة بالإثم والجهل بحال الصحيحين والتعامل معهما، لافتا إلى أن الكارثة الأفظع أنهم أدعياء في الدفاع عن السُنة النبوية، وهم حقيقة شوهوا السُنة النبوية وهي بريئة منهم.