أعرب الدكتور أحمدو حبيب الله في تعقيبه على مقال المفكر العربي علي محمد الشرفاء الذي تناول مسألة تصريف الزكاة والمعايير التي وضعها الله سبحانه وتعالى لها، عن تقديره العميق للمقاربة الشمولية التي اتخذها الشرفاء في تفسير هذا الجانب الهام من العبادات الإسلامية.
أكد أحمدو على الأهمية البالغة لفهم المعايير القرآنية بشكل دقيق، لاسيما فيما يتعلق بنسبة الزكاة والمستفيدين منها. وصف كيف أن الإسلام حدد بوضوح النسبة المقررة للزكاة بالخمس (20%) من صافي الربح، مشيرًا إلى أن هذه التوجيهات تأتي من الله عز وجل لضمان توزيع الثروة بشكل عادل بين جميع طبقات المجتمع.
أشار احمدو إلى أن المقال يسلط الضوء بشكل خاص على الفهم العميق للآيات القرآنية المتعلقة بالزكاة، والتي تؤكد على أهمية الإنفاق من الكسب الطيب وتحذير من إنفاق المال الخبيث. وفقًا للدكتور أحمدو، فإن هذا التأكيد يعزز الفكرة القرآنية بأن الزكاة ليست مجرد فريضة دينية فحسب، بل هي أيضًا أداة لتطهير النفوس وتحقيق التكافل الاجتماعي.
بالإضافة إلى ذلك، نوه أحمدو بالتفصيل إلى الفئات المستحقة للزكاة كما حددها القرآن الكريم، مؤكدًا أن هذا التوزيع العادل للثروات يسهم في بناء مجتمع متوازن يراعي حاجات الفقراء والمحتاجين. وأكد أن التمسك بتعاليم الإسلام في هذا الجانب يعزز الوحدة والتراحم بين أفراد المجتمع.
واعتبر أن هذه النقاشات تشكل خطوة مهمة نحو تعميق الوعي بأبعاد الزكاة الروحية والاجتماعية، وتسهم في تطوير التطبيقات العملية لهذه الفريضة بما يتناسب مع متطلبات العصر وحاجيات المجتمعات المعاصرة. حث الدكتور أحمدو المجتمعات الإسلامية على استلهام القيم العليا للزكاة في بناء نماذج اقتصادية واجتماعية أكثر عدلاً وإنصافًا، مشيرًا إلى ضرورة تبني مقاربات مبتكرة في توزيع الزكاة تضمن وصولها إلى أوسع شريحة ممكنة من المستحقين.
أكد على الدور الحيوي الذي يمكن أن تلعبه المؤسسات الدينية والأوقاف في تحقيق هذا الهدف، من خلال تطوير برامج توعية حول أهمية الزكاة وكيفية حسابها بدقة، وكذلك من خلال تسهيل عمليات جمع وتوزيع الزكاة بطرق شفافة وفعّالة. وأشار إلى أهمية استخدام التكنولوجيا الحديثة في هذا المجال، لتسهيل الوصول إلى المعلومات وتنفيذ العمليات المالية بشكل آمن وموثوق.
وفي سياق حديثه عن أهمية النية والصدق في أداء الزكاة، ذكر الدكتور أحمدو أن الزكاة تعد قبل كل شيء عبادة يجب أن تؤدى بإخلاص وتقوى، مؤكداً على أن تطهير الأموال عن طريق الزكاة يجب أن يكون مصحوباً بتطهير القلب من الأنانية والجشع. وحث على التفكر في الأثر الإيجابي الذي يمكن أن تحدثه الزكاة في حياة الآخرين، وكيف أن تقاسم الثروات يعد تعبيراً عن الشكر لله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى.
ختم أحمدو حبيب الله تعقيبه بدعوة الجميع، علماء ومفكرين وأفراد المجتمع، إلى العمل معاً من أجل تعزيز فهم الزكاة وتطبيقها بشكل يخدم تطلعات المجتمعات الإسلامية نحو تحقيق المزيد من العدل والإنصاف. وأكد على أن العمل المشترك والتعاون بين مختلف الأطراف سيكون له الأثر البالغ في تجسيد معاني الأخوة والتكافل التي يدعو إليها الإسلام.
وشدد أحمدو حبيب الله على أهمية تجديد الفهم الديني للزكاة في ضوء التحديات المعاصرة والحاجة الماسة إلى تعزيز مبادئ العدالة الاجتماعية والتكافل في المجتمعات الإسلامية. وأثنى على جهود الشرفاء في إثراء الحوار الفكري حول هذه القضايا الحيوية.