قال الدكتور ايمن الرقب أستاذ العلوم السياسية في جامعتي القدس المفتوحة والأقصى وعضو حركة فتح الفلسطينية انه و بعد ثمانية وسبعون عاما من تأسيس جامعة الدول العربية ، لازال حلم الوحدة العربية كالوهم وهو الامر الذي يتفق مع عنوان مقال الاستاذ علي محمد الشرفاء، والتي عنونها ب ” العرب بين أحلام الوحدة والأوهام ”،
أضاف الرقب أنه “رغم أن ثقافتنا واحدة ولغتنا واحدة ومستقبلنا واحد وغيرها من العوامل التي تدفع لتحقيق الوحدة العربية إلا أن هذا الحلم يتحول مع الوقت لوهم ، فعندما ننظر لدول أوروبا وما حققته من وحدة رغم اللغات والثقافات المختلفة تشعر بالاحباط، وتدرك أن هناك عوامل داخلية وخارجية جعلت الحلم مستحيل ، تجتمع الدول العربية كل عام و تخرج بقرارات مثل الوحدة الاقتصادية واتفاقية الدفاع المشترك و السوق العربية وغيرها ، ولكن جزء كبير من هذه القرارت اما تبقى على ورق أو تتحول لمجرد مقرات تصرف لها آلاف الدولارت .ي
وتابع الرقب فى تصريحات خاصة ل ” رسالة السلام ” ” يكفي أن نرى فائض الأموال العربية يذهب للاستثمار في خارج المنطقة العربية بدلا من توجيهها لتنمية المنطقة العربية ، وتراجع الصناعة والزراعة وغيرها و تحول الدول العربية لعالم مستهلك يجعل المراقب يدرك أسباب عدم تحقيق الوحدة العربية حتى الآن ”
وقال الرقب، طالما لم يتم إزالة هذه المعيقات فلن يتم تحقيق الوحدة بشكل نهائي، ندرك العوامل الخارجية العديدة التي تقف عائقا أمام الوحدة العربية ولكن إزالتها ليس مستحيل إذا رغبت الدول العربية بشكل حقيقي لتخلص من ذلك .
وأشار إلى أنه بعد الحرب العالمية الأولى وزع المستعمرين الدول العربية بينهم ووضعوا عوائق كثيرة لمنع وحدة الدول العربية، والتاريخ يعيد نفسه بعد أكثر من مائة عام على اتفاقيتي سايكس بيكو وسان ريمو يعاد تقسيم المنطقة العربية من جديد ورفع الصراع الإثني لبناء دول اثنية تعيق في المستقبل اي محاولة للوحدة العربية، كما زرع الغزاة دولة الاحتلال في قلب الأمة العربية لتفشل أي محاولة لتحقيق التواصل الجغرافي بين الدول العربية و اكبر شاهد على ذلك محاولة الوحدة المصرية السورية عام ١٩٥٨، ورغم قتامة المشهد إلا أن العرب يستطيعون تجاوز كل ذلك لو قرروا التخلي عن أنانيتهم القطرية وقرروا تجاوز الجغرافيا وفتحوا الحدود بين الدول العربية مع الحفاظ في المرحلة الأولى على هوية وجيش كل دولة و سمحوا بحرية تنقل العمالة ورأس المال بين الدول العربية و انشأوا نظام سياسي قيادي واحد تحت قبة برلمان عربي بصلاحيات اكبر من جامعة الدول العربية ، ونحن ندرك أن جامعة الدول العربية تأسست بقرار من المستعمرين بعد الحرب العالمية الثانية والسيطرة على العالم الجديد ، وتطوير هذه المؤسسة أعتقد وسيلة تخفف اي ألم و لكن إذا صدقت النوايا سنجد هذا الحلم يتحول لواقع وليس لوهم ، كما سنجد الدول العربية الفقيرة ليست بحاجة لقرض من صندوق النقد الدولي وابتزازاته . وأرى أن تبدأ الوحدة الحقيقية بين دول متجاورة في المرحلة الأولى مثل دول الخليج لتشابه ظروف هذه الدول ومن ثم تنظم كيانات ودول عربية أخرى ، المهم أن نبدأ”