
ان الإنسان ليشعر بالأيادي الخفيّة المستترة خلف شعار الإسلام وتوظيف تفسيراته وتحريف معن آياته على غير مراد الله منها وحكمته فيها لمصلحة الإنسان بقيام أعداء الاسلام بالأعمال الاجرامية ضد الناس الذي وضع لهم تشريعا يحمي الله به حقوقهم مثل حق الحياة وحرية الاعتقاد وحياة السلام لتحقيق الاستقرار للأوطان ونشر الطمأنينة لأفراد المجتمع تلك رسالة الاسلام وليست روايات الشيطان التي تحرض أتباع الفرق الضالة تدمير العلاقات الإنسانية وتقطيع أواصل الرحمة والوحدة والتعاون بين المسلمين ليتفرقوا شيعًا وأحزابًا بالرغم من أن الله حذر المسلمين بقوله كما يلي: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إلى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) (الأنعام: 159).
وقال الله سبحانه مخاطباً المؤمنين: (مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) (الروم: 31-32)، وقد وصف الله سبحانه الذين يسعون في خلق الأحزاب واحداث الفرقة ونشر الفتن كالمشركين وسيكون حسابهم يو الدين حسابا عسيرا فاحذروا أيها الضالين المضللين من غضب الله وعقابه الأليم حين سعيتم بمخالفة الأمر الالهي في قوله سبحانه: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جميعا وَلَا تَفَرَّقُوا) (آل عمران: 103)، ومن يخالف الله ويسعى الفساد في الأرض فليعلم ان الله لايحب المفسدين ومن غضب الله عليه سيكون جزاءه يوم القيامة نار الجحيم.
وللأسف أن المسلمين لم يطيعوا الله بالتمسك بكتابه المبين والاعتصام به ليسيروا في حياتهم على هدى الله باتباع شرعته ومنهاجه يجنبهم طريق الشر والباطل وحياة الشقاء والضنك والبؤس والأحزان في الحياة الدنيا واذا لم يتخذوا الذكر الحكيم مرشدا وارتكبوا عصيان مخالفة أوامر الله فيوم الحساب سيكونون من الخاسرين ألم يأمر الله سبحانه المسلمين بقوله: (اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ ) (الأعراف: 3)، ليحصنهم من المخادعين وأعداء الإسلام الذين ينشرون بينهم الفتن ويؤلبونهم على بعضهم لتشتد الحروب وتسفك الدماء ويتحقق للمجرمين (دعاة الباطنية ومذاهب السنة والشيعة والقرامطة والاخوان والسلفية والمذاهب الشيطانية الأخرى)، الذين ألفوا مئات الكتب والمجلدات ونسبوها لأقوال الرسول ظلما وبهتانا وأطلقوا عليها تسمية الأحاديث واتّبعها المسلمون كأمر مسلماً به طالما أنه حديث الرسول، ولم يتفكروا فيما بلغهم الرسول بلسانه عن أمر ربه في آيات القرآن الكريم في قوله سبحانه ليبلغه للناس: (فَذَكِّرْ بِالقرآن مَن يَخَافُ وَعِيدِ) (ق: 45)، كما أمر الله رسوله بأن يبلغ الناس خطاب الله له في قوله سبحانه مخاطباً رسوله: (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ) (الجاثية: 6)، بعد هذا الخطاب الإلهي للرسول مستنكرا تلقي الناس روايات الكذب والتزوير يصدقونها ويقدسونها ويتركون كلام الله الذي يبلغهم بها الرسول من الآيات القرآنية ويتخذون تلك الروايات المزورة مرجعية لإيمانهم ولم يكلفوا فكرهم وعقولهم ليرجعوا إلى المرجعية الرئيسية للإسلام التي تضمنتها الآيات القرآنية التي اعتمدها الله وكلف بها رسوله ليبلغ الناس رسالة الإسلام وما تدعو إليه من رحمة وعدل وإحسان وتعاون بين الناس جميعا لما يحقق لهم الأمن والسلام والعيش الكريم ولم يخول الله رسوله بابتداع أقوالاً ما أنزل الله بها من سلطان والرسول المؤتمن على الرسالة الإلهية ليبلغها للناس فكيف غابت العقول وتجمد الفكر واتبع الناس أولياء الشيطان وما ألفوه من روايات الكذب والتزوير على الرسول متهمين رسول الله بخيانة الأمانة التي كلفه الله بها وهي آيات القرآن المجيد ليبلغها للناس وأن المجرمين الذين ألفوا الروايات سوف يلاقون حساب جريمتهم يوم الحساب عذاباً أليماً.
فالله سبحانه يأمر المسلمين بالتفكر والتدبر في آياته ليحصنهم من قوى الشر التي لا تريد خيراً للإنسانية ويستمتع أهل الفكر الظلامي بخلق أسباب التصادم والحروب وإسالة الدماء بين المسلمين ليحتلوا الأوطان وينهبوا ثروات الآمنين ويستعبدوا قرارهم ليكونوا في خدمة مآربهم الدنيئة بما تم تأليفه من الفقه المنحرف الذي تسبب في تفرق المسلمين بتعدد المرجعيات الفقهية وأحكام لا تتفق مع شريعة الله ومنهاجه في القرآن الكريم.
حكم الله في كتابه على كافة الأحاديث كلها بالبطلان وسيحاسب الله يوم القيامة من ينشر عقائد السوء الذين قدسوا مؤلفي الروايات المفتراة على الرسول وحرفوا شريعة الله ومنهاجه من بعض المسلمين التي امتلآت بها جميع كتب الفقه لدى السنة والشيعة دون استثناء.
ألم يخاطب الله رسوله بأسلوب استنكاري بشأن ما أطلق عليه الرواة بالأحاديث لتي صدقها الناس وآمنوا بها حين يأمر الله رسوله بنقل استنكاره للناس في خطابه للرسول قوله سبحانه: (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ) (الجاثية: 6)، اذا من الذي نطق بلسانه يبلغ الناس آيات عن ربه، أليس محمد نفسه هو الذي بلغ الناس الآية المذكورة أعلاه التي تبين للناس بأن الله قد حكم على كل الروايات والتي أطلقوا عليها أحاديث منسوبة بالكذب والافتراء للرسول بالبطلان إذا فبأي منطق يصدق الناس بعد تلك الآية أن الرسول يحتمل أن يؤلف أحاديث من عنده وتشريعات دينية تتناقض مع الأمانة التي كلفه الله بها بحمل رسالته في الآيات القرآنية ليبلغها للناس أليس ما تم تأليفه منسوبا للرسول هو برئ مما نسبوا اليه من الروايات المزورة وأطلق عليها السنة النبوية فليسأل أهل العقول أنفسهم وليراجع من سموا أنفسهم بالعلماء وشيوخ الدين أن يراجعوا عقولهم ويصححوا ايمانهم ويتوبوا إلى الله عما اقترفوه من ذنب عظيم في حق الله ورسوله قبل أن يوافهم الأجل حينها لن ينفعهم الندم؟
أما آن للمسلمين وشيوخ الدين أن يفكرون متى تحين لحظة ايقاظ العقل ليتفاعل مع الخطاب الإلهي الذي يخاطب العقل الإنساني في القرآن الكريم وخاصة بعد أن نطقوا بالشهادتين وظنوا أنهم بذلك أصبحوا مسلمين حين وضعوا حاجزاً سميكاً بينهم وبين التفاعل مع القرآن الكريم مما ألفه البشر من روايات كاذبة ومزورة عل الرسول عليه السلام ظلماً وأطلقوا عليها الحديث وانقطعت الصلة بين المسلمين وبين الذكر الحكيم حيث طغت الروايات على الآيات واستحكمت في عقول المسلمين الذين آمنو بالله الها واحداً لا شريك له وبقرآنه الذي أنزله على رسوله عليه السلام وشهدوا بأن محمداً رسول الله هنا يبرز دور العقل في التحقق من مصداقية الروايات المكذوبة على الرسول والمزورة عليه حين يخاطبهم الرسول عليه السلام مبلغاً عن ربه آيات من القرآن الكريم عليه الذي شهدوا بما كلفه الله رسوله عليه السلام ليبلغ آياته وأحكامه وتشريعاته ويبين لهم المنهاج الإلهي في سلوكهم ومعاملاتهم في الحيلة الدنيا الذي يحقق لهم الأمن والسكينة والطمأنينة في حياة كريمة في الدنيا وتكريم الله لعباده الصالحين بجنات النعيم في الاخرة مخاطباً الناس بقول الله سجانه (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ) (الزمر: 24)، وقول الله سبحانه الذي بلغه الرسول: (اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۗ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ) (النساء: 87)، وقول الله سبحانه: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا) (النساء: 122)، هنا يتدخل العقل والمنطق بسؤال منطقي لذوي الألباب والعقول كيف آمن المسلمون بأقوال الروايات المؤلفة من البشر وصدقوها أنها قيلت من الرسول عليه السلام والرسول يبلغهم بما كلفا الله بتبليغ آيات للناس بأن أحاديث الله هي أحسن الحديث وأصدق الحديث وأصدق الأقوال فهل التزم المسلمون بشهادتهم بأن محمداً رسول الله وأن ما يبلغهم به كلام الله وآياته كف تراجعوا عن شهادتهم للرسول واتبعوا بعض الناس الذين تآمروا على دين الإسلام وألفوا روايات مزورة وعصوا أمر الله وما بلغهم رسوله عليه السلام بأن أحاديث الله هي الاصدق فمن جاء رواة الحديث بتلك الروايات وبينما الرسول حسم الأمر بشأنها وحكم الله على كل الأحاديث المزورة بالبطلان في خطابه الاستنكاري للرسول بقوله سبحانه: (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ) (الجاثية: 6).
تلك الآية أعلاه حسمت قول الله الفاصل بين الحق والباطل لكل ما يدعون له في كتبهم في تحريف التشريع الإلهي وتحريض المسلمين على الحروب بين الناس وسفك الدماء ونشر الكراهية وخلق الفزع والخوف عند الآمنين، فكأنهم تمردوا على دعوة الله للناس للعمل الصالح وللإحسان والعدل ليحيو حياة طيبة وحرّم عليهم الظلم بكل أشكاله.







