أثار هجوم روسيا على طائرة أمريكية بدون طيار في المجال الجوي الدولي أول أمس الثلاثاء مخاوف من تصعيد أوسع بين البلدين، وفقا لشبكة سي إن إن، وأفاد الجيش الأمريكي بأن مقاتلة روسية أسقطت طائرة مسيرة تابعة للقوات الجوية الأمريكية فوق البحر الأسود، الثلاثاء، بعد أن ألحقت أضرارًا بمروحة الطائرة الأمريكية إم كيو -9 ريبر.
ووفقا لشبكة سي إن إن قال بيان صادر عن القيادة الأمريكية في أوروبا، إن الطائرة المسيرة ريبر وطائرتين روسيتين من طراز Su-27 كانتا تحلقان فوق المياه الدولية فوق البحر الأسود، الثلاثاء الماضى، عندما حلقت إحدى الطائرات الروسية عمدًا أمام الطائرة وألقت الوقود عليها عدة مرات، ثم اصطدمت الطائرة بمروحة الطائرة بدون طيار، مما دفع القوات الأمريكية إلى إسقاط الطائرة MQ-9 في المياه الدولية.
ويمثل هذا الحادث المرة الأولى التي تدخل فيها الطائرات العسكرية الروسية والأمريكية في اتصال مباشر منذ أن شنت روسيا حربها على أوكرانيا قبل أكثر من عام، ومن المرجح أن يزيد التوترات بين البلدين، حيث وصفت الولايات المتحدة تصرفات روسيا بأنها “متهورة وغير احترافية”.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية باتريك رايدر، إن طائرات روسية حلقت إلى جانب طائرة أمريكية بدون طيار لمدة 30 إلى 40 دقيقة قبل أن تصطدم بها، مما أدى إلى تحطمها فوق البحر الأسود.
وأضاف أن الولايات المتحدة تقوم بمهام استخباراتية ومراقبة واستطلاع في المياه الدولية في البحر الأسود “لبعض الوقت”، بما في ذلك قبل الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022.
وقال المتحدث: “النقطة الأساسية هنا هي أنه في حين أن عمليات الاعتراض بحد ذاتها ليست نادرة الحدوث، فإن هذا النوع من السلوك من قبل هؤلاء الطيارين الروس، غير شائع ومؤسف وغير آمن”.
ولاحقا أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس أن الوزارة استدعت السفير الروسي لنقل “اعتراضاتها القوية” على إسقاط الطائرة، وقال السفير الروسي عقب الاستدعاء ان بلاده لا تريد الدخول في مواجهة مع الولايات المتحدة.
من جانبه قال منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، إن الولايات المتحدة اتخذت إجراءات لضمان عدم وقوع الطائرة بدون طيار التي تم إسقاطها فوق البحر الأسود في الأيدي الخطأ.
وأضاف كيربي: “بدون الخوض في الكثير من التفاصيل، ما يمكنني قوله هو أننا اتخذنا إجراءات لحماية الطائرة لأنها ملك الولايات المتحدة، ولا نريد أن نرى أي شخص يضع يده عليها”.
وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستظهر دليلا لدعم روايتها لما حدث للمسيرة، نظرا إلى نفى روسيا، قال جون كيربي إن الولايات المتحدة “تبحث في بعض الصور لمعرفة ما إذا كان أي منها مناسبا للنشر العام”، لكنه أضاف أنه “لم يتم اتخاذ أي قرارات في هذا الوقت”، كما نفى رواية وزارة الدفاع الروسية عن الواقعة.
وذكر: “من الواضح أننا ندحض إنكار الروس، وأعتقد أن أي شخص، بعد عام الآن، يجب أن يأخذ كل ما يقوله الروس حول ما يفعلونه في أوكرانيا وما حولها بقدر كبير من التشكك”.
وأشار كيربي إلى استدعاء السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف إلى وزارة الخارجية باعتباره “من مزايا وجود قنوات دبلوماسية مفتوحة”، وذكر أن وزارة الخارجية الأمريكية أعربت للسفير الروسي عن “بواعث قلق كبيرة وحقيقية للغاية على هذا السلوك غير الآمن وغير المهني من قبل الطيارين الروس”.
وكرر جون كيربي إدانته للواقعة محذرا من “آثار فورية وأوسع نطاقا”، وقال: “نحن بالتأكيد لا نريد أن نرى هذه الحرب تتصاعد بما يتجاوز ما فعلته بالشعب الأوكراني”، ووصف واقعة المسيرة بأنها “سلوك غير لائق وغير آمن وغير مهني من قبل الطيارين الروس”.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية باتريك رايدر أن الولايات المتحدة تقوم بمهام استخباراتية ومراقبة واستطلاع في المياه الدولية في البحر الأسود “لبعض الوقت”، بما في ذلك قبل الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022.
وقال المتحدث: “النقطة الأساسية هنا هي أنه في حين أن عمليات الاعتراض بحد ذاتها ليست نادرة الحدوث، فإن هذا النوع من السلوك من قبل هؤلاء الطيارين الروس، غير شائع ومؤسف وغير آمن”.
وفي موسكو، نقلت السفيرة الأمريكية لين تريسي “رسالة قوية إلى وزارة الخارجية الروسية” بشأن الحادث، كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أن المقاتلة الروسية “لم تستخدم أسلحة محمولة جوا ولم تتلامس” مع الطائرة المسيرة الأمريكية فوق البحر الاسود.
وقالت الوزارة إن “الطائرة بدون طيار انتهكت حدود نظام المجال الجوي المؤقت الذي أنشئ للعملية العسكرية الخاصة، وتم إبلاغها لجميع مستخدمي المجال الجوي الدولي، ونشرت وفقا للمعايير الدولية“.، وتابعت: “الطائرات الروسية لم تستخدم أسلحة على متنها ولم تتلامس مع الطائرة بدون طيار وعادت بسلام إلى مطارها الأصلي”.
وصرح السفير الروسي لدى الولايات المتحدة بأن بلاده لا تريد مواجهة مع الولايات المتحدة، وذلك بعد استدعائه إلى وزارة الخارجية الأمريكية، وقال أنتونوف: “نحن نفضل عدم خلق وضع يمكن أن نواجه فيه اشتباكات أو حوادث غير مقصودة بين الاتحاد الروسي والولايات المتحدة”.
المصدر : اليوم السابع