ضرب زلزال بقوة 5.5 درجات على مقياس ريختر، بعض المناطق في كرواتيا إحدى دول البلطيق الواقعة جنوب شرق أوروبا.
وأوضح المركز الأوروبي المتوسطي لرصد الزلازل، أن الزلزال الذي ضرب كرواتيا بعمق 10 كيلو مترات على بعد 35 كيلو متر دنوب شرق منطقة رييكا.
تشارلز ريختر
ويُعد العالم صاحب الأصول الألمانية هو مخترع مقياس ريختر الذي يستخدم لقياس حجم وقوة الزلازل.
وولد تشارلز فرانسيس ريختر العالم الألماني المختص بالزلازل، ورصدها، ودراستها في سنة 1900م في ألمانيا.
وانفصل والداه منذ صغره، فنشأ مع جد أمه، وعندما بلغ التاسعة من عمره، ارتحل إلى لوس أنجلوس، ثمّ التحق بمدرسة إعدادية تتبع جامعة جنوب كاليفورنيا، وبعدها درس الفيزياء في جامعة ستانفورد التي تخرج منها سنة 1920م.
وفي عام 1928م، حصل ريختر على درجة الدكتوراه في الفيزياء النظرية من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، ليحصل لاحقًا على وظيفة في مختبر أُنشئ حديثًا في باسادينا، وهو مختص بدراسة الزلازل، ثمّ عرضت عليه وظيفة في مؤسسة كارنيجي في واشنطن، حيث بدأ هناك التعاون بينه وبين مدير المختبر (بينو جوتنبرج)؛ بهدف الوصول إلى طريقة قياسيّة؛ لقياس، ومقارنة الزلازل.
إسهامات العالم ريختر العلمية
واستطاع ريختر عام 1935م أن يتوصل إلى اختراع جهاز قادر على قياس الزلازل، بحيث يعتمد على قياس الجانب الكمي للزلزال، وحساب مقدار الطاقة المنبعثة منه؛ لمعرفة حجمه، وقد صممه ليكون نظامًا رقميا قائمًا على نظام رقمي لوغاريتمي، علمًا بأنّ الفرق بين درجات مقياس ريختر يعد كبيرًا جدًّا؛ فالفرق بينَ كل درجة تساوي عشرة أضعاف سعة الدرجة التي قبلها، وما يقارب 31,7 ضعفها في الطاقة.
ولا يظهر الجهاز إلا فكرة تقريبية عن التأثير الفعلي للزلزال، كما أن أرقام الزلزال يختلف تأثيرها باختلاف طبيعة الأرض، وتركيبها في المنطقة التي يضربها الزلزال.
وقدم ريختر العديد من المساهمات المتخصصة في علم الزلازل إلى جانب مقياس ريختر، منها:
قوانين الزلازل: فقد شاركَ في وضع قوانين خاصة في هندسة الزلازل، وهي متعلِقة بقواعد بناء مبانٍ تتحمل الزلازل في المناطق التي تتعرض لها باستمرار، كما ساهم في وضع قوانين خاصة لتدريب الأشخاص الذين يعيشون في مناطق الزلازل.
مصفوفة الزلازل: أسس ريختر مصفوفة الزلازل لمنطقة جنوب كاليفورنيا؛ وهي شبكة من الأدوات التي تستخدم؛ لتتبع شدّة الزلازل، وأصله، ولتحديد مقدار تواتر الزلزال في المنطقة.
كتب عن الزلازل: قدم ريختر كتابَين عن الزلازل كتلخيص لما درسه، ورصده من معلومات عنها؛ فقد كتب بالتعاون مع زميله بينو جوتنبرج كتاب (زلزالية الأرض والظواهر المرتبطة بها) سنة 1949م، وكتاب (علم الزلازل الأولى) الذي نشر سنة 1958م.
مقياس ميركالي
الجدير بالذكر أنه قبل اختراع مقياس ريختر كان هناك ما يسمى بمقياس ميركالي الذي يعتمد في قياس الزلازل على قوة تأثير الاهتزاز الناتج عنه، وعن مستوى الأضرار التي يخلفها الزلزال، وهو مقسم إلى 12 درجة.
المصدر: فيتو
