تؤدي النزاعات إلى فشل الدول وتسبب في تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وهذا يشمل النزاعات الداخلية والنزاعات الخارجية على السواء وبحسب ما قاله المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي في مقاله النزاع يؤدي الي الفشل فإن بناء وطن آمن ومستقر يتطلب التوصل إلى حلول سلمية للنزاعات والتفاوض والتعاون بين جميع أطياف المجتمع. يجب أن تعمل الحكومات والمؤسسات والمجتمعات على مكافحة الفساد وتعزيز العدالة الاجتماعية وتعزيز الحوار والتسامح بين الناس لتحقيق التوافق والاستقرار والنمو الاقتصادي.
وحول هذا المقال تحاور موقع ” رسالة السلام ” مع الدكتور خالد علاوي أستاذ القانون بجامعة تكريت بالعراق
- يتساءل الكاتب والمفكر العربي علي الشرفاء في مقاله النزاع يؤدى للفشل ان كثير من الأوامر الإلهية والتوصيات والعظات تهدي المسلمين الى طريق الامن والسلام فهل يا ترى اتبع المسلمون تلك الاوامر والنواهي الإلهية؟؟
كما هو الحال في أي دين آخر، يختلف تطبيق الأوامر الإلهية والتوصيات والعظات بين المسلمين بناءً على مستوى التدين والتفهم الشخصي والثقافة والتجارب الحياتية لكل فرد. هناك ملايين المسلمين حول العالم ولكل منهم تجاربه وأوضاعه الخاصة التي تؤثر على اتباعه لتلك الأوامر والنواهي الإلهية.
ويجدر بالذكر أن الإسلام يشجع على السلام والعدل والتعاون والتسامح بين الناس ومعاملتهم بلطف وإحسان. يوجد العديد من الأوامر والتوصيات في القرآن الكريم والسنة النبوية التي تحث المسلمين على الابتعاد عن العنف والإرهاب والتطرف والحفاظ على السلام والأمن في المجتمعات.
ومع ذلك، يوجد أيضًا بعض الأفراد والجماعات الذين ينحرفون عن التعاليم الحقيقية للإسلام وقد يقومون بتفسير النصوص بطرق خاطئة وتطبيقها بشكل خاطئ. قد تؤدي هذه الانحرافات إلى انتهاج سلوكيات عنيفة وتطرفية.
لذلك، يعتمد تبع المسلمين لتلك الأوامر والتوصيات والنواهي الإلهية على درجة فهمهم للإسلام وقدرتهم على تطبيقها في حياتهم اليومية. يعتبر تثقيف وتوعية المجتمعات بالتعاليم الحقيقية للإسلام وتشجيع التفاهم والتسامح والعدالة هو السبيل الصحيح لتحقيق الأمن والسلام والتعايش السلمي بين الناس.
- أضاف الشرفاء في مقاله ان اللصوص والثعالب والذئاب استغلوا فرصة الصراع بين أبناء الوطن الواحد فتسابقوا على نهب ثروات الدول العربية وسرقة ممتلكاتهم واحتلال أوطانهم فضاعت آمال الشعوب في بناء وطن آمن مستقر كيف تري ذلك ؟
إن الاستغلال والنهب والسرقة والاحتلال هي أفعال غير أخلاقية وغير قانونية وتسبب في آثار سلبية على المجتمعات. عندما يستفاد بعض الأفراد أو الجماعات من الصراعات والاضطرابات للتحايل على القانون والاستيلاء على الثروات والممتلكات، فإنهم يعرضون الشعوب والمجتمعات للتهديد والفقر وعدم الاستقرار.
ومن المهم أن تعمل الحكومات والمؤسسات والمجتمعات بالتعاون لمكافحة الفساد والجريمة وتعزيز العدالة وفرص التنمية الشاملة. يجب أن يتم توفير بيئة آمنة ومستقرة للمواطنين وتوفير الفرص الاقتصادية والاجتماعية للجميع.
وبناء وطن آمن ومستقر يتطلب تعاونًا وتضافر جهود جميع أفراد المجتمع لمكافحة الفساد والجريمة والعمل على تحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية. يجب أن تكون هناك قوانين صارمة تحمي حقوق الناس وتعاقب المجرمين، ويجب أن تتحمل المؤسسات المسؤولية في توفير الخدمات الأساسية وتحسين ظروف المعيشة للمواطنين.
بالتالي، التعاون والتضامن والعمل المشترك هما الطريقة الصحيحة لمحاربة الاستغلال والنهب والسرقة وتحقيق التنمية والازدهار لشعوب الدول العربية وجميع المجتمعات حول العالم.
- في النهاية كيف يمكن بناء وطن عربي آمن مستقر ليتحقق فيه توظيف ثرواتهم للارتقاء بمستوى المعيشة لشعوبهم ولكنهم
بناء وطن عربي آمن ومستقر يحقق توظيف ثرواته ويرتقي بمستوى المعيشة لشعوبه يتطلب جهودًا شاملة وتحقيق تغييرات على مستوى الحكومات والمؤسسات والمجتمعات والأفراد من خلال عدد من الاليات منها مكافحة الفساد حيث يجب أن تكون مكافحة الفساد أحد أولويات الحكومات. يمكن أن يتضمن ذلك تعزيز الشفافية وتقوية المساءلة وتحسين النظام القانوني للحد من الفساد والاحتكام بالمسؤولين على ممارسته.
أيضا تحسين الإدارة الحكومية: من خلال قيام الحكومات بتطوير الإدارة العامة وتعزيز الكفاءة والفاعلية في تقديم الخدمات العامة وإدارة الموارد الوطنية بطريقة فعالة.
وهذا الامر لا يمكن ان يحدث دون العمل علي زيادة معدلال الاستثمار وفتح الفرص الاستثمارية الكبيرة التي يمكن أن تساهم الاستثمارات الوطنية والأجنبية في تحسين البنية التحتية وتوفير فرص عمل وتنمية الاقتصاد كما يجب تشجيع نمو وتطوير القطاع الخاص لتحفيز الاقتصاد وخلق فرص عمل جديدة.
وفي ذات السياق يجب أن تستثمر الدول في التعليم والتدريب لتأهيل الشباب والكوادر الوطنية لسوق العمل وزيادة فرص التوظيف.
كما ينبغي تحسين الخدمات الصحية والتعليمية والإسكان والنقل وغيرها لتحسين مستوى المعيشة للمواطنين مع العمل علي دعم الابتكار وتشجيع ريادة الأعمال مما يؤدي الي تحسين الاقتصاد وتوفير فرص عمل.
واضيف هنا انه يمكن أن يستفيد الدول العربية من التعاون مع الدول الأخرى في مجالات التجارة والاستثمار والتنمية والتي يمكن أن تساعد في بناء وطن عربي آمن ومستقر وتحقيق التنمية والازدهار كما يجب أن يتحمل جميع أفراد المجتمع المسؤولية والتعاون من أجل تحقيق هذه الأهداف وتحسين ظروف المعيشة للجميع.