قال د. شريف العماري الباحث في الشأن الإسلامي، أن مسألة تقديس التراث مشكلة أطلقها التيار العلمانى ضد الأصوليين المتمسكين بالسنة و تتبع السلف الصالح مثل الصحابة والتابعين فى القرون الثلاثة الأولى .
أضاف فى تصريحات خاصة ل ” رسالة السلام ” ،عندما درست فى بداية العلم علمت أن العلوم الشرعية قسمين (عقلية و نقلية)، موضحا أن الأدلة العقلية تكلم عنها ولا حرج بما يوافق التوحيد
بل وقد تكلم فى الأدلة العقلية الأعراب والبسطاء واشتهر عنهم أنهم قالوا (البعرة تدل على البعير والأثر يدل على المسير، سماء ذات أبراج وبحار ذات أمواج وجبال وسهول وفجاج ألا يدل ذلك على خالق قدير)
وقال عماري أن الشرع قد دلنا على الأدلة العقلية مثل قوله تعالى (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت و إلى السماء كيف رفعت و إلى الجبال كيف نصبت) ، وذلك لا إشكال فيه حيث يحلل العقل المرئيات كما يريد وله طرق مختلفة فى التحليل والإقناع .
واوضح الباحث الاسلامي أن الأمور المتعلقة بالعقل محل جدل لا حدود له وذلك لأن العقل متفاوت القدرة بين شخص وآخر فليس عقل هتلر كعقل أينشتاين، لذلك الماسونيون محتفظون بكامل مخ أينشتاين فى بنك تجميد أعضاء العباقرة فى أميركا ظناً أنهم سيستفيدون به يوماً ما .
وتسائل العمارى ، البحث حول الإشكال الواقع يخص الأدلة النقلية ولكن لماذا ؟، مجيبا “لأن الأدلة النقلية تحوى أمور حسية ملموسة ومدركة بالحواس
وأمور أخرى معنوية وغيبية لا تدركها الحواس ويعجز عن إستيعابها العقل، لذلك تم إعدام الفلاسفة قبل الإسلام وبعده عندما تحدثوا عن الماورائيات الغيبية، أما العقائد السماوية فقد أخبرت عن غيبيات نسبية دنيوية تحدث بمرور الوقت وغيبيات خفية لا تدركها العقول ولا يجدها الإنسان فى حياته إلا إيماناً وتصديقاً ويشعر بها فى قلبه ووجدانه، وإنما هى عقائد الثواب والعقاب بعد الموت، وكل ما يرتبط بها من وجود إله قدير يجمع خلقه ويجازيهم بما عملوا ، وهنا أذكر أن التراث هو الأدلة النقلية للكتب التى تحوى الأخبار الإيمانية والفقه وعبر العقيدة المنقولة إلينا بالتواتر عن الأنبياء والصحابة والصالحين، فضلاً عن القرأن الكريم الذى حفظه الله من التحريف والتبديل بوجه عام ، مؤكدا أن الثوابت لا إجتهاد فيها .