القاهرة والرياض عاصمتان لطالما ارتبطا بالعديد من المواقف التى امتدت لما يربو على الـ90 عامًا منذ تأسيس المملكة، شكلت فى مجملها تاريخًا ممتدًا لعلاقات راسخة فى المحيط العربى والشرق أوسطى، ميزتها الإرادة السياسية السعودية – المصرية لتعزيز العمل العربي المشترك، والحفاظ على استقرار المنطقة، تلك الإرادة التى تتناسب مع ثقل الدولتين السياسي على الصعيدين العربى والدولي.
وتبرهن المواقف المتبادلة عبر مراحل تاريخية متعاقبة تجذر تلك العلاقات وأهمية الدور المصرى السعودى في التصدى للتحديات التى تواجهها الأمة العربية، خاصة أن مصر والمملكة من الدول العربية السبع المؤسسة لجامعة الدول العربية عام 1945، وتعمل الدولتان على تعزيز دور الجامعة كمظلة تجمع العرب.
وقد تصدر وسم “مصر _ والسعودية _ واحد” يتصدر تويتر، خلال الساعات القليلة الماضية ، احتفاء بالعلاقات الأخوية بين البلدين، وكتبت حسابات لمواطنين سعوديين، عبارات تبرز الأخوة التى تجمع البلدين والشعبين، مؤكدة أن الشائعات المغرضة لن تنالمن قوة وعمق هذه العلاقة التى تشكل أحد أسس العلاقات العربية العربية.
وتجاوت العلاقات المصرية السعودية مسارات السياسة والاقتصاد لتصل إلى المصاهرة والنسب، تلك التشابكات التى توحد الشعبين.
وتجسدت تلك العلاقات فى مواقف الدعم المتبادل والزيارات والاتصالات المتعددة للتنسيق الدائم بين البلدين الشقيقين، لمواجهة تحديات وأزمات المنطقة التى تهدد الأمن القومي العربي، فضلاً عن الزيارات العسكرية والأمنية والاقتصادية الهادفة لتبادل الآراء التي تهم الرياض والقاهرة، إضافة إلى تقارب الرؤى إزاء الكثير من قضايا المنطقة الجوهرية، ومساهمة البلدين فى مبادرات حل الأزمات الإقليمية؛ بما يحافظ على استقرار المنطقة.
صحف تشيد بالعلاقات الثنائية
فى هذا السياق، أشادت صحف سعودية، من بينها “عكاظ” بقوة العلاقات المصرية السعودية وأهميتها، مشيرة إلى ما تتمتع به مصر والسعودية من ثقل وقوة وتأثير على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية، ما يعزز من مستوى وحرص البلدين على التنسيق والتشاور السياسي المستمر بينهما، لبحث مجمل القضايا الإقليمية والدولية في مواجهة التحديات المشتركة، وخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، والأمن والسلم الدوليينن.
وأكدت الصحيفة، أن تلك العلاقات تشهد تطوراً ملحوظاً خصوصاً أنها علاقات تاريخية ومبنية على التعاون الإستراتيجي والتنسيق المستمر تجاه القضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية.
ووصلت تلك العلاقة بدعم وتوجيه من الرئيس السيسى و خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية من خلال تأسيس مجلس التنسيق السعودي – المصري والاتفاقات المتبادلة والبروتوكولات ومذكرات التفاهم بين المؤسسات الحكومية.
نموذج يحتذى
وعلى صعيد تطور العلاقات المصرية السعودية، قال الدكتور سلمان الشريدة الكاتب السياسى السعودى، لليوم السابع، إن العلاقات بين مصر والسعودية تمثل نموذجا يحتذى فى العلاقات العربية العربية ، وقد شهدت طفرة كبيرة منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى رئاسة مصر ، والذى حرص مع القيادة الحكيمة فى السعودية الملك سلمان وولى العهد الأمير محمد بن سلمان على دعم تلك العلاقات من خلال تكثيف الزيارات المتبادلة والاتصالات المستمرة على مستوى القادة والحكومات ، ما انعكس إيجابيًا على تقارب الرؤى إزاء الكثير من قضايا المنطقة الجوهرية وتطوير العلاقات.
ومن جانبه، قال الدكتور مبارك آل عاتى الباحث السياسى السعودى، فى تصريحات سابقة لـ”اليوم السابع”، إن مصر والسعودية قدمتا نموذجا في العلاقات الثنائية القائمة على قواعد صلبة من التعاون والتكامل في كافة المجالات، ما جعل التاريخ والواقع يسجل أن مصر والسعودية هما قُطبا العمل في النظام العربي والاقليمي، وهما يقودان جهود تحقيق التقارب العربي، وسبل تحقيق الأهداف التي تتطلع إليها الشعوب العربية.
اللبنة الأولى
تشكلت اللبنة الأولي للعلاقات المصرية السعودية منذ الزيارة التي قام بها الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود لمصر عقب توحيد المملكة عام 1946، وحينها قال الملك عبارته التاريخية “لا غني للعرب عن مصر..ولا غني لمصر عن العرب”.
تقوت أواصر تلك العلاقات يومًا تلو الآخر، ونمت عامًا بعد عام وازدادت رسوخًا ونموًا إلى أن شهد مسارها طفرة منذ بداية عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي وحرصه على توطيد العلاقات الأخوية مع الملك سلمان بن عبدالعزيز وولى العهد السعودى محمد بن سلمان، حتى أضحت صلبة البُنيان عصيًة على الهدم أو حتى المساس بها، متجاوزة محاولات التشيك أو التفكيك، وتتجه بفضل الرؤية الحكيمة لقيادتي البلدين إلى مزيد من النمو في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والفنية، بما يلبي طموحات البلدين والشعبين الشقيقين.
وفى هذا الصدد علق الدكتور تركى القبلان رئيس مركز ديمومة للدراسات والأبحاث السياسية بالمملكة العربية السياسية لليوم السابع قائلا، إن مصر والمملكة العربية السعودية شكلتا محورا مهما لحفظ الأمن القومى بالمنطقة، وفى أية أزمة أو تحدٍ يواجه منطقتنا نجد محور القاهرة الرياض هو خط الدفاع الأول والمحصن لكل الأمة العربية فى مواجهة كل ما يمر بها من أحداث.
وعن تاريخ تلك العلاقات أكد أن أسس العلاقات المصرية السعودية تعود إلى الزيارة التي قام بها الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود لمصر عقب توحيد المملكة عام 1946، وحينها قال الملك عبارته التاريخية “لا غني للعرب عن مصر..ولا غني لمصر عن العرب”، وازدادت تلك العلاقات قوة بمرور الزمن، وشهدت طفرة منذ بداية عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي الذى أبدى حرصا على توطيد العلاقات الأخوية مع الملك سلمان بن عبدالعزيز وولى العهد السعودى محمد بن سلمان، حتى أصبحت نموذجا للمتانة والقوة والعمق الاستراتيجى أيضا، متجاوزًة محاولات التشيك أو التفكيك، وتتجه بفضل الرؤية الحكيمة لقيادتي البلدين إلى المزيد من النمو على مختلف الأصعدة. وإن توافق الرؤى ووحدة الهدف المتمثل فى الحفاظ على الأمن القومى العربى فى ظل ما يواجهه من تحديات.
وأكد القبلان، أن التفاهم بين الدولتين قائم رغم فترات الفتور لكن التفاهم تعززه المصلحة العليا للأمة العربية، وبالتالى محور الرياض القاهرة صمام أمان الأمة العربية ويقف فى وجه محاولات إيجاد شرخ فى هذه العلاقات.
و أشار إلى أهمية الدور المصرى الاستراتيجى بحكم جغرافيتها و تاريخها وثقل مكانتها بالمنطقة، ما يجعلها محورا أساسيا فى القضايا المهمة، إنها مع السعودية يشكلان توازن قوى فى المنطقة ككل فى ظل التحديات الحالية، خاصة الحرب الروسية الأوكرانية فى شرق الكرة الأرضية ، فالقوة المصرية السعودية هى التى يعول عليها فى حفظ الأمن القومى العربى والحفاظ على أمن البحر الأحمر ، إضافة إلى قوة مصر العسكرية ، فجيشها يحتل المرتبة الأولى ضمن الجيوش الأقوى عربيا تليها السعودية.
وإن توافق الرؤى ووحدة الهدف المتمثل فى الحفاظ على الأمن القومى العربى.
الدعم المتبادل
وعلى صعيد الدعم المتبادل، فقد أكدت المملكة العربية السعودية في أكثر من مناسبة على دعمها الكامل للأمن المائي المصري باعتباره جزءاً لا يتجزأ من الأمن المائي العربي، كما حثت إثيوبيا على التخلي عن سياستها الأحادية اتصالاً بالأنهار الدولية، والالتزام بتعهداتها بمقتضى القانون الدولي بما في ذلك اتفاق إعلان المبادئ الموقع في 2015، بما من شأنه عدم اتخاذ أية إجراءات أحادية فيما يخص ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، وضرورة التعاون بحسن نية مع مصر والسودان.
ثورة 30 يونيو
وفى إطار الدعم المتبادل، أشار القبلان إلى أنه فى ثورة 30 يونيو تصدت السعودية لمشروع الإخوان ودعمت إرادة ورغبة الشعب المصرى فى الوقوف خلف قيادته المتمثلةفى الرئيس عبد الفتاح السيسى.
وأشار أيضا إلى الموقف التاريخى للأمير سعود الفيصل حينما لوحت هيلارى كلينتون بوقف المساعدات الامريكيةعن مصر ، ووقتها كان رد الأمير فيصل حاسماحين قال “مصر لن تحتاج للمساعدات الأمريكية “.
وأضاف القبلان، إنه بالمقابل أيضا مصر دعمت الموقف السعودى فى الجامعة العربية عام 1990 ، وحشدت العرب خلف هذاالموقف ولولا مصر ما كان من الممكن خروج قرار عربى موحد ضد احتلال العراق للكويت ، فقد كان حضور مصر لوجستيا وعسكريا، الركيزة فى إنجاح التحالف العربى الدولى لإخراج صدام من الكويت وتحريرها.
ومن المواقف التاريخية أيضا للرئيس السيسى، دعمه لأمن الخليج عندما قال إن أمن الخليج العربى جزء لا يتجزأ من أمن مصر .
أمن السعودية
بالمقابل ، أعربت مصر عن تضامنها الكامل مع المملكة العربية السعودية في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها القومي، كما أكدت رفضها أي اعتداءات على أراضي المملكة العربية السعودية، مؤكدة على أن أمن المملكة ومنطقة الخليج العربي يعد جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.
اتفاقيات شراكة
وبالإضافة إلى العلاقات التاريخية بين القاهرة والرياض ، فقد شهدت السنوات الماضية زخماً كبيرًا في العلاقات بين البلدين على المستويين الرسمي والشعبي، وصولاً إلى الشراكة الاستراتيجية العميقة وإبرام نحو 70 اتفاقية ومذكرة تفاهم.
وفي هذا السياق، تلعب اللجنة المصرية السعودية المشتركة دوراً فعالاً في تعميق هذا التعاون، من خلال عقد سلسلة اجتماعات ولقاءات بين المؤسسات الحكومية بالبلدين كان آخرها الدورة السابعة عشرة للجنة التي احتضنتها القاهرة في يونيو 2021م، ثم الاجتماع التالي بالرياض الذى عقد فى مارس العام الماضى، لمتابعة تنفيذ التوصيات الصادرة عن هذه الدورة، برئاسة وزيري التجارة في البلدين، والتى أسفرت عن اتفاقات ومذكرات تفاهم لم تقتصر على القطاع الاقتصادي والاستثماري، لكنها شملت العديد من المجالات مثل الإعلام، والزراعة والغذاء والدواء وقطاع الاتصالات والتعاون الجمركي والبيئة والقضاء ومكافحة الفساد، وغيرها.
العلاقات الاقتصادية
تسهم السعودية في تعزيز جهود مصر التنموية من خلال الدعم الذي تقدمه عبر الصندوق السعودي للتنمية، إذ بلغت قيمة مساهمات الصندوق 8846.61 مليون ريال لـ32 مشروعاً في قطاعات حيوية لتطويرها وتمويلها.
تعد مصر أكبر شريك تجاري عربي للمملكة، حيث أن العلاقات الاقتصادية المصرية السعودية، تستند إلى قاعدة متينة من الأطر المؤسسية المتمثلة في اتفاقيات التعاون الاقتصادي، بالإضافة إلى مجلس الأعمال السعودي المصري المشترك، التي تمثل أدوات مهمة لتطوير مجالات وفرص التعاون بين البلدين على الأصعدة كافة.
وقد أشار تقرير اقتصادى أصدره اتحاد الغرف التجارية السعودية فى 2022، إلى أن مصر والمملكة ترتبطان بأكثر من 160 اتفاقية ثنائية، تدعم نمو العلاقات الاقتصادية.
وقد وصل حجم التبادل التجاري إلى نحو 54 مليار ريال عام 2021، كأعلى قيمة له تاريخياً، محققاً نمواً بنسبة 87% مقارنة بعام 2020م، حيث بلغ حجم الصادرات السعودية للسوق المصري 38.6 مليار ريال والواردات المصرية للسوق السعودي 15.7 مليار ريال بنمو قياسي بلغت نسبته 60%، فيما يبلغ حجم الاستثمارات السعودية في مصر أكثر من 32 مليار دولار، وذلك من خلال أكثر من 6800 شركة سعودية، أما الاستثمارات المصرية في السعودية فتبلغ 5 مليارات دولار من خلال أكثر من 802 شركة مصرية.
ووفقاً لهذه الأرقام تعد مصر أكبر شريك تجاري عربي للمملكة، حيث تعد الشريك السابع في جانب الصادرات، والتاسع في جانب الواردات على مستوى دول العالم، كما تبوأت مصر المرتبة الثانية في قائمة أكبر الدول التي تم إصدار رخص استثمارية لها بالمملكة عام 2020 بإجمالي 160 رخصة استثمارية، وجاءت في المركز الثاني من حيث المشروعات الجديدة بالمملكة، فقد بلغ عدد الصفقات الاستثمارية المبرمة خلال الربع الأول من 2022 حدود 11 صفقة استثمارية، فيما احتلت المملكة المرتبة الثانية من حيث الاستثمارات في مصر.
وهناك أيضًا اتفاقات بين البلدين لتعزيز التعاون المشترك في مجال النفط والبتروكيماويات، وتقديم فرص الاستثمار المتاحة بقطاع التعدين، فضلا عن تعزيز التعاون العلمي الجيولوجي، أما في مجال الصحة، فهناك اتفاق لتبادل الخبرات بين وزارتي الصحة المصرية والسعودية.
وفي مجال الاتصالات، جرى الاتفاق على استكمال إجراءات تفعيل التعاون المشترك في مجال الذكاء الاصطناعي والاعتراف المتبادل للتوقيع الإلكتروني بين البلدين.
الربط الكهربائي
يُعد مجال الربط الكهربائى من أكثر المجالات التى شهدت مؤخرًا تعاوناً مثمرًا بين البلدين، حيث وقع البلدان، في أكتوبر 2021، بروتوكول تعاون للبدء في مشروع الربط الكهربائي، بهدف تعزيز موثوقية الشبكات الكهربائية الوطنية في البلدين، ودعم استقرارها والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة فيها ومن فروقات التوقيت في ذروة أحمالها الكهربائية.
الثقافة والإعلام
وفى سياق التعاون الثنائى، اتفقت الهيئة الوطنية للإعلام وهيئة الإذاعة والتليفزيون السعودية، في ديسمبر 2021م، على تعزيز التعاون المشترك في مختلف مجالات العمل الإعلامي؛ من حيث التعاون في تطوير المحتوى وفى المجال الهندسي وتكنولوجيا الاتصال، وكذا في المجال الإخباري والانتاج البرامجي المشترك والتدريب.
كما اتفقتا على ضرورة العمل على تكثيف التعاون الإعلامي بما يحقق مردودًا إيجابيًا على الجانب المهني والاقتصادي معاً، فضلا عن تنمية التعاون القائم بين وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية ووكالة الأنباء السعودية.
التعليم والتدريب
في مجال التعليم والتدريب الفني والمهني، توصلت اللجان المتخصصة إلى الصيغة التنفيذية لبرنامج التعاون في مجال التدريب التقني والمهني الموقع بين البلدين، مع السعي لإنشاء برامج تعاون مشتركة بين الجامعات المصرية ونظيرتها السعودية.
وفي هذا الإطار، تعد جامعة الملك سلمان الدولية، التي تأسست عام 2020م، إحدى مخرجات برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، لتنمية شبه جزيرة سيناء، وهي أحد أهم المشروعات الرائدة التي تجسد عمق التعاون بين البلدين في مجال التعليم، خاصة أنها واحدة من جامعات الجيل الرابع الذكية، التي تقدم تجربة جامعية فريدة من نوعها يمتزج فيها التعلم باستخدام أحدث التقنيات، والخبرة التطبيقية، والمعارف النظرية، وخدمة المجتمع.
ومن جانبه سبق أن ثمن وزير التعليم السعودى التعاون الكبير بين مصر والسعودية في مجالات التعليم المختلفة؛ لتطوير منظومة التعليم، وتبادل الخبرات والزيارات العلمية الداعمة للاستثمار في القدرات البشرية.
وقال: إن التطلعات المستقبلية للتعليم في البلدين تأتي ضمن الأولويات والاهتمامات المشتركة التي تعزز مجالات التعاون العلمي والأكاديمي، وتؤسس لمرحلة جديدة من الدراسات والبحوث المشتركة، بما يتماشى مع رحلة التعليم العالمية التي نحن جزء منها في الأداء والممارسات، وكذلك في الأهداف.
وأشار إلى أن العلاقات السعودية-المصرية في المجال التعليمي متقدمة، وحققت أثرًا واضحًا في مختلف المستويات بدءًا من الاتفاقيات القائمة في المجالات البحثية والتقنية، وكذلك المشاريع المستقبلية للتوأمة بين عدد من الجامعات العريقة في البلدين، وتشكيل فِرق عمل مشتركة لإعداد إطار عام لمجالات التعاون المستقبلية ذات الاهتمام المشترك.
وشهدت تلك العلاقات اهتمامًا رفيع المستوى؛ إذ صدر الأمر السامي الكريم عام 1440 بالموافقة على إنشاء كرسي للدراسات الإسلامية بجامعة القاهرة، يحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، كما صدر الأمر السامي الكريم بإنشاء جامعة الملك سلمان الدولية بمحافظة سيناء.
وأكد الوزير السعودى أن أعداد الطلبة السعوديين الدارسين في الجامعات المصرية يصل 2250 طالبًا وطالبة في مرحلة البكالوريوس والدراسات العليا والزمالة والدبلوم، وما يزيد على 2355 طالبًا وطالبة في مدارس التعليم العام المصرية. وتُقدِّم السعودية سنويًّا 594 منحة دراسية للطلبة المصريين للدراسة في الجامعات الحكومية كافة.
زيارات ولقاءات متبادلة
على صعيد الزيارات المتبادلة بين البلدين، هناك زيارات ولقاءات عدة جمعت قيادات مصر والسعودية، كان آخرها زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للرياض فى ديسمبر الماضى للمشاركة في القمة العربية الصينية، وكان فى استقباله الأمير محمد بن سلمان ولي عهد السعودية الأولي، وشهدت الزيارة مباحثات ثنائية تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية خاصة فى المجال الاقتصادي والاستثماري.
سبقها زيارة للرئيس السيسى فى يوليو من العام نفسه للمشاركة في “قمة جدة للأمن والتنمية”، بمشاركة قادة العراق والأردن ودول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأمريكية، وعقد الرئيس خلال تلك الزيارة أيضا عددا من اللقاءات الثنائية لبحث سبل تعزيز الجهود المشتركة لمواجهة التحديات الإقليمية والعالمية، وكذلك مزيد من التنسيق للحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
استبق الزيارتين زيارة قام بها ولى العهد السعودى لمصر، فى يونيو 2022 ، حيث استقبله الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبحث الجانبان مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وسبل تعزيزها فضلًا عن التباحث حول القضايا السياسية الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتم خلالها توقيع 14اتفاقية بقيمة استثمارات تتجاوز 29 مليار ريال، وصدر بيان مشترك فى ختام الزيارة، حيث أكد الجانبان على وحدة الموقف والمصير المشترك تجاه مجمل القضايا والتطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما أكدا عزمهما على تعزيز التعاون تجاه جميع القضايا السياسية والسعي إلى بلورة مواقف مشتركة تحفظ للبلدين الشقيقين أمنهما واستقرارهما.
وفى مارس من العام الماضى قام الرئيس عبدالفتاح السيسى بزيارة للرياض وخلالها أكدت قيادات البلدين ما تتسم به العلاقات المصرية السعودية من تميز وخصوصية، وأشاد الملك سلمان بدور مصر المحوري في المنطقة العربية، وجهودها الحثيثة لمساندة ودعم الدول العربية والخليجية، كركيزة أساسية لصون الأمن والاستقرار بالمنطقة، كما بحث الجانبان سبل تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب والتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة.
وفي يونيو من عام 2021 ، قام محمد بن سلمان ولي العهد السعودي بزيارة لمصر، وكان فى استقباله الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث بحث الجانبان سبل تطوير العلاقات المشتركة بين البلدين.
في مايو عام 2019 قام الرئيس عبدالفتاح السيسي بزيارة للسعودية للمشاركة في القمة العربية الطارئة والقمة الإسلامية بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
فى نوفمبر من عام 2018 قام الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزير ولي عهد المملكة العربية السعودية بزيارة لمصر، واتفق على تعظيم التعاون والتنسيق المصري السعودي كدعامة أساسية لحماية الأمن القومي العربي.
في أبريل من العام نفسه قام الرئيس السيسي بزيارة للسعودية للمشاركة في أعمال القمة العربية الـ 29 و ألقي الرئيس كلمة مصر بالجلسة الافتتاحية، أكد فيها أن الأمن القومي العربي يواجه تحديات غير مسبوقة .
في مارس من العام نفسه قام الأمير محمد بن سلمان بزيارة لمصر، وجرى خلالها توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية بين البلدين.
وفى مايو عام 2017 قام الرئيس السيسي بزيارة للسعودية للمشاركة في أعمال القمة العربية الإسلامية الأمريكية، ألقي الرئيس كلمة في أعمال القمة، أكد فيها أن خطر الإرهاب يمثل تهديدًا جسيمًا لشعوب العالم أجمع.
في أبريل من العام نفسه قام الرئيس السيسي بزيارة للسعودية، بحث الجانبان أهمية تعزيز التعاون والتضامن العربي للوقوف صفًا واحدًا أمام التحديات التي تواجه الأمة العربية، وفي مارس التقي الملك سلمان مع الرئيس السيسي على هامش أعمال القمة المنعقدة في منطقة البحر الميت جنوب الأردن، وجري خلال اللقاء استعراض العلاقات الأخوية
في أبريل عام 2016 قام العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز بزيارة لمصر، حظي باستقبال حافل، عكس أهمية الزيارة بالنسبة إلى مصر، ومنحت جامعة القاهرة شهادة الدكتوراه الفخرية لخادم الحرمين الشريفين، وفى أبريل أيضا.
وخلال الزيارة منح الرئيس السيسي جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز “قلادة النيل” التي تعد أرفع وسام مصري؛ وذلك تقديرًا للعلاقات التاريخية والمواقف النبيلة التي اتخذها جلالة الملك إزاء مصر.
في أكتوبر عام 2016عقد خادم الحرمين الشريفين اجتماعًا مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، وذلك على هامش المناورة الختامية لتمرين “رعد الشمال” التي أقيمت بـ”حفر الباطن”.
وفي نوفمبر 2015 استقبل خادم الحرمين الشريفين الرئيس عبدالفتاح السيسي، على هامش أعمال القمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية، وتم الاتفاق على تفعيل “إعلان القاهرة”، وتضمن ستة بنود تتعلق بالتعاون العسكري والاقتصادي والاستثماري والطاقة والإعلام والثقافة.
في مايو 2015قام الرئيس السيسي بزيارة للسعودية، وعقد جلسة مباحثات مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وأكدا الجانبان أهمية تكاتف جهود المجتمع الدولي لعدم السماح بالمساس بأمن البحر الأحمر، وتهديد حركة الملاحة الدولية.
في مارس من العام نفسه، وعقب تولي الملك سلمان مقاليد الحكم، عقد مع الرئيس السيسي جلسة مباحثات رسمية، جري خلالها استعراض أوجه التعاون الثنائي لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين، والتأكيد على عمق العلاقات الإستراتيجية بين المملكة ومصر.
في فبراير 2015 قام الرئيس عبدالفتاح السيسي بزيارة للمملكة العربية السعودية، التقي خلالها الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبحث الجانبان آخر تطورات الأوضاع في المنطقة العربية.
وفي يناير من العام نفسه قام الرئيس عبدالفتاح السيسي على رأس وفد رفيع المستوي بزيارة للسعودية لتقديم واجب العزاء في وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
في أكتوبر من عام 2014 قام الرئيس السيسي بزيارة السعودية، حيث التقي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وعُقدت بينهما جلسة مباحثات تناولت مجمل القضايا الإسلامية والعربية والدولية.
في يونيو من العام نفسه استقبل الرئيس السيسي العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في زيارة رسمية إلى مصر، وجرت جلسة المباحثات داخل الطائرة الملكية المقلة للعاهل السعودي، وفى ديسمبر استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الديوان الملكي السعودي والسكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين خالد بن عبدالعزيز التويجري المبعوث الخاص للعاهل السعودي خلال زيارته لمصر؛ لبحث سبل تفعيل مبادرة المصالحة العربية للم الشمل التي طرحها الملك عبد الله بن عبدالعزيز خلال مؤتمر عُقد بالرياض.
في يونيو من عام 2014، قام الأمير سلمان بن عبدالعزيز بزيارة إلى مصر لحضور حفل تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسي.